أنا عايـــــــزة حقي ....!!!

أنا عايـــــــزة حقي ....!!!
بقلم / سندس
هل شاهدت فيلم الممثل الرائع هانى رمزى ( عايز حقى) ، هل تتذكر عندما قال ان الحكومة المفروض انها بتدير أملاكنا لكن ما يحدث انها تخصخص وتبيع هذه الامللام دون ان تقسم مع الشعب وصرخ أنا عاااااايز حقى .. أنا لن افعل مثله وأقول ( عايزه حقى) ولكن اريد ان اسأل الحكومة لماذا يحدث خصخصة للقطاعات الحكومية بهذه الصورة الفظيعة وما هو مصير الموظفين بعد ذلك وهل سيكفيهم الفتات الذى يأخذونه فى حالة الخصخصة ، بل والسؤال الاهم هذه الاموال ماذا تفعل بها الحكومة ؟ وتدخل جيوب من؟ ، ويبدو أن الحكومة تظن أن الخصخصة هى الحل الوحيد لتخفيف العبأ عن الحكومة دون حساب ولا تقدير هل ستنجح هذه التجربة أم لا وهل سيتفيد منها المواطن المصرى أم لا ..أنا لا أعارض مبدأ التوجه للقطاع الخاص ولكن هذا التوجه لابد وأن يكون مدروس ولا يأتى على حساب المواطن الذى يجد نفسه فجأة يطحن فى عجلة الرأسمالية الطاحنه ، أنا قرأت كتاب صادر هذا الشهر عن سلسلة عالم المعرفة إسم الكتاب ( إقتصاد يغدق فقرا) للكاتب الالمانى / هورست أفيهلد ، وهذا الكاتب وضح أن الرأسمالية لم تعلن الحرب عن الطبقة العاملة فحسب بل على المجتمع التكافلي أيضا ،ص( 58) ، وفى الواقع فإن ( هورست أفيهلد) يتحسر على المجتمع التكافلي الذى أضاعته الرأسماليه وحولت المجتمع إلى الانقسام على نفسه ، و (هورست افهيلد) لا يدرى أثناء تحسره هذا أنه نفسه يحلم بمجتمع إقتصاده إسلامي ، فالمجتمع الاسلامي مجتمع تكافلى ، وإقتصاده فريد من نوعه لا هو بالرأسمالى ولا هو بالاشتراكى .
الخصخصة في حد ذاتها لا يمكن أن تتم بشفافية ودون فساد إلا في نظام ديمقراطي كامل يؤكد حضور المالك الحقيقي للقطاع العام وهو الشعب وعلمه بكل ظروف عملية البيع وقدرة ممثليه في البرلمان علي مراقبة عملية البيع لكن الذى يحدث الان هو العكس والشعب لا يدرى وجه يده من ظهرها ، ونواب النوم فى البرلمان بيحلموا أحلام سعيدة ، فمثلا (البنك المصري الأمريكي ) قرأت فى مجلة (الموقف العربى) أن أرباحه بلغت نحو 337 مليون جنيه بواقع 5 جنيهات للسهم في عام 2005، كما تشير بيانات البنك المركزي..أما الودائع الموجودة لدي البنك فإنها تبلغ 8 مليارات جنيه، وبرغم كل هذا تم التخلص من البنك في صفقة غريبة وغير مفهومة.
فما الذى يحدث لا ندرى .. ومن الذى يحاسب الحكومة لا أحد .. لذلك لن يكون غريبا ان يصاحب الخصخصة سمسرة وسرقة والضحية هو الشعب الذى ينتقل من فقر إلى فقر ، فأى خصخصة تتم فى مجتمع غير ديمقراطي لابد وأن تكون هذه هى نتائجها .