~*¤ô§ô¤*~ منتديات حكايات ~*¤ô§ô¤*~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~*¤ô§ô¤*~ منتديات حكايات ~*¤ô§ô¤*~

~*¤ô§ô¤*~ مع منتديات حكايات مش هتقدر تغمض عنيك ~*¤ô§ô¤*~
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لا أمن ولا اطمئنان إلا في ظل سلطان الإسلام, مقال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
reda_ahly
حكاوى متالق
حكاوى متالق



ذكر
عدد الرسائل : 101
العمر : 33
التكييف : egypt
العمل : طالب
تاريخ الميلاد : 1991
تاريخ التسجيل : 21/02/2007

لا أمن ولا اطمئنان إلا في ظل سلطان الإسلام, مقال Empty
مُساهمةموضوع: لا أمن ولا اطمئنان إلا في ظل سلطان الإسلام, مقال   لا أمن ولا اطمئنان إلا في ظل سلطان الإسلام, مقال I_icon_minitimeالإثنين مارس 19, 2007 6:59 am

إحدى الكلمات التي ألقيت في أحد مساجد بيت المقدس في ذكرى هدم الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى في سورة النور وهي مدنية ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ .

وعد الله تعالى المسلمين بعد قيام دولتهم ثلاثة أمور : -
أولا - يصبح المسلمون في أرض الإسلام خلفاء يتصرفون فيها تصرف الملوك في مملوكاتهم وليس الأمر خاصا بالخلفاء الراشدين الأربعه أو بالمهاجرين ، أو بأن الأرض هي أرض مكة فحسب ، فالإعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ثانيا – تمكين دين الإسلام أي جعله ثابتاً مقرراً ويوسع الله تعالى في البلاد للمسلمين ويُظهر دينهم على جميع الأديان والمذاهب والحضارات.
ثالثا – يكون للمسلمين مكان يأمنون فيه فيذهب عنهم جميع أسباب الخوف الذي كانوا فيه قبل سلطان الإسلام ودولته .

أيها الإخوه الكرام
الإيمان بحتمية تحقيق هذه الوعود فرض والتصديق الجازم أمر لا بد منه وإلا كان المتشكك في ذلك ممن قال الله تعالى فيهم ﴿ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ ، والوعود الثلاثة يلازم بعضها بعضاً ، بل إنّ تمكين الدين وظهوره على سائر الأديان وشيوع الأمن والإستقرار لا يكون إلا بعد قيام سلطان الإسلام ، روى البيهقي عن علي بن أبي طالب قوله : لا يُصلح النّاس إلا أمير برّ أو فاجر ، قالوا يا أمير المؤمنين : هذا البرّ فكيف الفاجر ؟ قال : إن الفاجر يؤمّنُ اللهُ به السبيل ، ويجاهَد به العدو ، ويُجبى به الفيء ويُقام به الحدود ، ويُحج به البيت ويَعبد اللهَ به المسلمُ آمنا حتى يأتيَه أجله .

أيها الحاضرون
نختار للحديث في هذه الليله ما أشار إليه الله تعالى من تحقيق الأمن في عهد حكم الإسلام ودولته ، وقد ورد في الآية الكريمة نكرة وهي تفيد العموم لتشمل جميع صور الأمن والأمان في مختلف نواحي الحياة ونحن نتحدث عن عدد منها بمعونة الله وبركته وتيسيره .

أولا – الأمن الخارجي
ويكون بالجهاد وقتال الكفار لنشر الإسلام ورد العدوان وإلقاء الرعب في قلوب أعداء الله من الكافرين والمنافقين قال الله تعالى : ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ ، وقال في سورة الأنفال أيضا ﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ ﴾، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام وهو يذكر فضل وجود الإمام المسلم في تحقيق الأمن قال : " إنما الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه ويُتقى به " ، وكذلك ما ورد في حديث رسول الله لعدي بن حاتم حين وفد عليه : قال له : أتعرف الحيرة ، قال لم أعرفها ، ولكن قد سمعت بها ، قال : فوالذي نفسي بيده ليُتَمَّنَّ هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جار أحد ، ولتُفتَحَنَّ كنوز كسرى بن هرمز ، قلت كسرى بن هرمز ؟ قال : نعم كسرى بن هرمز ، وليُبذَلَنَّ المالُ حتى لا يقبَله أحد.
وفي هذا المعنى يقول شاعر الأنصار عن رسول الله بعد هجرته :




ثـوى في قريـش بضع عشرة حِجةً يذّكـر لـو يلقى حبيبا مواتيـا
ويعـرض في اهل المـواسم نفسـه فـلم ير من يؤوي ولم ير واعيـا
فلما أتـانا واستقرت بـه النـوى وأصبـح مسرورا بطيبة راضيـا
وأصبح لا يخشى ظلامـة ظـالـم بعيد ولا يخشى من النـاس باغيا
بذلنـا له الأمـوال من جُلّ مالنـا وأنفسنا عند الوغـى والتآسيـا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم جميعـا وإن كـان الحبيب المصافيا
ونـعلـم أن اللـه لا رب غـيره وأن كتـاب اللـه أصبح هاديـا

إن تاريخ المسلمين حافل بالمواقف العظيمة في مقاتلة العدو وقطع دابره ، بضربات تنسيه وساوس الشيطان ، وتشرّد به من خلفه حتى لا يجرؤ عدو أن يرّوع مسلما أو مسلمة ، ناهيك عن ارتكاب المجازر وانتهاك الحرمات . ذكر الطبري في تاريخه من أحداث سنة 87 هـ أن قتيبة بنَ مسلم الباهلي أثناء فتوحاته في منطقة بخارى ، قد ظفر بأحد مجرمي العدو الذين كانوا يجيّشون الجيوش ضد المسلمين ، فحاول هذا المجرم أن يفدي نفسه فعرض مبلغ ألف ألف من نقدهم ، لكن قتيبة رحمه الله أبى هذه الفدية الكبيرة ويطلق ذلك المجرم وقال قولته المشهورة " والله لا تروّعُ بك مسلمةٌ أبداً " وأُمر به فقُتل .
وإلى جانب الجهاد في تحقيق الأمن الخارجي ، الإغتيالات السياسية التي تقوم بها الدولة الإسلامية في تصفية أعداء الإسلام ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في تكليف نفر من المسلمين بقتل كعب بن الأشرف لمّا حرّض على رسول الله وأنشد الأشعار في ذلك وفي التشبيب بنساء المسلمين حتى آذاهم ، وكذلك في قتل سلاّم بن أبي الحقيق واليسير بن رزام وخالد بن سفيان الهُدبي ورفاعه بن قيس الجُشمي وأبي عَفَك وعصماء بنت مروان ، وقدكان هؤلاء رؤوسا يكيدون للإسلام وإذاعاتٍ معاديةً للدولة ، وبناء على ذلك ترى الخلافة القادمة وتقرر تصفية مَنْ يُمكن تصفيتهم من رؤوس الكفر والضلال خارج حدود الدولة حين يشكلون خطراً على دولة الإسلام وأحكامه وحضارته وينالون من شخصية المصطفى عليه السلام ،كما يفعل اليوم الكثير من أعداء الإسلام لغياب سلطانه وهيبته .

ثانيا – الأمن الداخلي
ويكون بتطبيق أحكام العقوبات جميعها على المخالفين ، ذلك أن العقوبات شرّعت لزجر الناس عن الجرائم ، قال الله تعالى ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ ﴾ ، أي إنَّ في قتل القاتل حكمةً عظيمة وهي بقاء المهج وصونها وتحقيق الحياة للنفوس ، والعقوبات في الإسلام وهي الحدود والقصاص والتعزير هي الطريقة الوحيده والضمان الوحيد لحفظ أمن المجتمع واستقراره ، لذا اعتبر الشارع الكريم إقامة الحدود بين الناس خيراً لهم من الغيث والماء مع أنّـه حياة لهم أيضا ، روى النسائي عن أبي هريرة مرفوعاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لحدٌّ يُقام في الأرض خير لأهلها من أن يُمطروا أربعين صباحا ".
وأهم ما يجب المحفاظه عليه بإقامة الحدود والقصاص والتعزير هو الدين والنفوس والأموال والأعراض والكرامة والعقول ، ولعل الحفاظ على الدين في طليعتها بإقامة حد الردة عن الراجعين عن دين الإسلام الناكثين لعهد الله ومن صور ذلك في هذه الأيام : الإيمان بحرية العقيدة والفكر ، وأنّ السيادة للشعب لا للشرع ، وأنه يجب احترام الرأي الآخر ولو كان كفراً وضلالاً ، والقول بأن أحكام الجزية وأهل الذمة ودار الكفر ودار الإسلام قد عفا عليها الزمن ، وأن عهد الجهاد قد ولّى وأن نظام العقوبات في الإسلام لا إنساني والسخرية من تعدد الزوجات وأن الربا ضرورة عصرية ، وهكذا ، لذا كان لا بد من ردع هؤلاء لحفظ كيان هذا الدين وصون كرامته وتحقيق الأمن في المجتمع .

ثالثا - الأمن السياسي
ويتحقق الأمن السياسي والإنضباط السياسي بجملة أمور هي :

أ‌- جعلُ الحكم أي السلطان للأمة وكان لها وحدها نصبُ الحاكم وهذا ثابت من بيعة المسلمين للرسول عليه السلام بقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ ، ومن أمر الرسول لنا ببيعة الإمام في قوله " ومن مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهليه "
ب‌- للمسلمين خليفة واحد لحديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " وهو صريح بتحريم تعدد الخلفاء . يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في السقيفة مشيراً إلى خطورة تعدد الأمراء " وأنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران ، فإنه مهما يكن ذلك يختلفْ أمرهم وأحكامهم وتتفرق جماعتهم ويتنازعوا فيما بينهم ، هنالك تُترك السنة وتظهر البدعة وتَعظمُ الفتنة ، وليس لأحد على ذلك صلاح" .
ت‌- الإماره والقيادة في الإسلام فردية وليست جماعية بدليل الحديث الشريف " لا يحل لثلاثة بفلاة من الأرض إلا أمَّروا عليهم أحدهم " ، وكذلك بدليل فعله عليه السلام بتأميره واحداً في جميع الحوادث والحالات التي أمَّر بها .
ث‌- الطاعة فرض على المسلمين للحاكم ما لم يأمر بمعصيه وما لم يظهر الكفر البواح لقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ . قال عمر رضي الله عنه " لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة .
ج‌- محاسبة الحكام فرض على المسلمين وهي ثابته بالآيات والأحاديث الدالة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ذلك حديث " أفضل الجهاد كلمةُ حق عند سلطان جائر " وحديث " سيد الشهداء حمزه ، ورجل قام إلى أمير جائر فنصحه فقتله " وغير ذلك كثير ، والتاريخ الإسلامي زاخر في محاسبة الأفراد والعلماء للخلفاء المسلمين لا تأخذهم في الله لومة لائم ، حتى إنّ المسلمين قد اعترضوا على عدة أعمال لسيدنا محمد وهو رئيس دولة ، فلم يزجرهم عن ذلك بل أقرّهم عليه ونزل عند بعض آرائهم والحوادث في ذلك عديدة .
ح‌- الشورى حق من حقوق المسلمين على الحاكم وحق من حقوق المقودين على القائد قال تعالى ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ﴾ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " ما رأيت أحداً أكثر مشورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ".
خ‌- الجهاد فرض على المسلمين في جميع الأحوال حتى تقوم الساعة ، فالمسلمون ينهضون للجهاد تحت ظل الحاكم مهما كان حاله سواء أكان براً أم فاجراً يحكم بأحكام الإسلام أم يحكم بأحكام الكفر ، قال تعالى ﴿ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ﴾، وروى أنس حديث رسول الله " والجهاد ماض مذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخرُ أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل " .
هذه الأمور السبعه تحقق الإنضباط السياسي في الجماعة الإسلامية ، وتحقق الأمن وتحول دون التفرق والنزاع وتمنع الفتن والإضرابات في كيان الدولة الإسلامية.

رابعا – الأمن الإقتصادي
المشكله الإقتصادية تدور حول حاجات الإنسان وتمكينه من الإنتفاع بوسائل إشباع هذه الحاجات أو عدم ذلك ، وبناء على ذلك ضمن الإسلام الحاجات الإساسية وهي في نظر الشرع قسمان :
أ‌- الحاجات الأساسية لكل فرد من أفراد الرعية بذاته وهي المأكل والمسكن والملبس ، وطريق إشباعها بالعمل على القادر من الذكور إذا كان ينقصه شيء من هذه الحاجات ثم بالنفقة من الأقارب عند العجز عن العمل أو عدمِ كفايته لسد الحاجات فإذا تعذّرت النفقة من الأقارب فتجب النفقة من بيت مال المسلمين بدليل قوله عليه السلام : " ومن ترك دَيْنا أو ضَياعا فليأتني فأنا مولاه " وقوله : " وأنا وليّ من لا وليّ له " ، والضَياع هي العيال.
ب‌- الحاجات الأساسية للرعية كلها تباشرها الدولة للجميع ، للفقراء والأغنياء وهذه الحاجات هي الأمن والتطبيب والتعليم ، ودليل ذلك قوله عليه السلام " الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته " وحديث " من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه ، عنده قوت يومه فكأنما زُويت له الدنيا " دل الحديث على أن الأمن والصحة والنفقة حاجاتٌ أساسية ، وكذلك حديث " من أشراط الساعه أن يقل العلم ويظهر الجهل " يدل على أن العلم من الضروريات .
وأما ضمان الدولة لهذه الحاجات الثلاثة :
أ‌- بالنسبة للأمن الخارجي تحقق بفعل الرسول ومَنْ بعده من الجهاد وفتح البلاد ، وأمّا بالنسبة للأمن الداخلي فقد تحقق بتطبيق أحكام العقوبات على المخالفين عبر التاريخ الإسلامي بفعل الحكام والقضاة المسلمين .
ب‌- وبالنسبة للتطبيب فبالإضافة إلى حديث الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته فإن الرسول عليه السلام أُهدي له طبيب فجعله للمسلمين عامة ولم يجعله له خاصه .
ت‌- وبالنسبة للتعليم فقد جعل الرسول عليه السلام فداء الأسير من أسرى بدر تعليم عشرة من أبناء المسلمين ، وكان بالمدينه ثلاثة معلمين يعلمون الصبيان وكان عمر يرزق كل واحد منهم خمسة عشر كل شهر .
وفي العصور التالية قامت المدرسه منذ القرن الرابع الهجري إلى جانب المسجد والكتّاب وكان التعليم فيها مجانيا ولمختلف فئات المجتمع ، ومن أشهر المدارس التي غمرت العالم الإسلامي كله : المدرسه النوريه في دمشق ، ومدارس الشعبانيه والعثمانيه والخسرويه في حلب ، والجامع الأزهر في القاهره ، والمدرسه النظامية ببغداد ، والمدرستين الصلاحية في القاهره والقدس ، وكذلك المدرسه الرشيديه في بيت المقدس وغير ذلك ، وكان للمدرسين في هذه المدارس رواتب تكفل لهم عيشة راضية آمنة مطمئنة فعلى سبيل المثال جعل السلطان صلاح الدين رحمه الله للمدرسين في المدرسه الصلاحية بالقاهره أربعين ديناراً ذهبا كل شهر وعشرة دنانير للإشراف على أوقاف المدرسة وستين رطلا مصريا من الخبز كل يوم وراويتن من ماء النيل كل يوم تنقل الى المعلم .

خامسا - الأمن الغذائي
ويتحقق بكفاية الإنتاج الزراعي لحاجات الرعية بحيث لا تكون عالة على الغذاء الوافد من دول الكفر فيجري تحكم تلك الدول بمقدرات الدولة الإسلامية وإرادتها وسياستها وفي هذا الخطر العظيم على أمن المسلمين وحياتهم ، لذلك تقوم السياسة الزراعية في الإسلام على زيادة الإنتاج الزراعي بطريقتين : إحداهما طريق التعميق بزيادة إنتاج الأرض وثانيهما طريق التوسيع بزيادة مساحة الأرض للزراعة .
- أما التعميق فيحصل باستعمال المواد الكيماوية وانتشار الأساليب الحديثه بين المزارعين والعناية بتوفير البذار وتحسينه ، وتعطي الدولة المال اللازم للعاجزين هبةً لا قرضاً من أجل شراء ما يلزمهم من الآلات والبذار والمواد الكيماويه لزيادة الإنتاج كما فعل عمر رضي الله عنه مع فلاحي العراق.
- وأما التوسيع فيحصل بتشجيع إحياء الأرض الموات وتحجيرها وإقطاع الدولة من أراضيها لمن لا يملك أرضا ، وبأخذ الأرض جبراًَ من كل من يهمل أرضه ثلاث سنوات متتاليه ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع بلال بن الحارث المزني .
بهذين الأمرين التعميق والتوسيع يتحقق الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وبذلك يتحقق عمليا فصل العالم الإسلامي عن الإستعمار ودوله ونفوذه ، وهذا ضروي لجعل الأمة في وضع كفاح دائم مع دول الكفر من حيث أنها تحمل رساله إلى العالم لنشر الإسلام ، وهذا يجعلها في حالة جهاد دائم مع الكفار فكان لا بد من أن تتهيأ اقتصاديا للكفاح والجهاد .

سادسا – الأمن الإجتماعي
المراد بالناحية الإجتماعية علاقة الرجل بالمرأة وما ينشأ عن اجتماعِهما ، هذه العلاقة اعتراها منذ الغزوة الكاسحة للحضارة الغربية الكثيرُ من الإفساد والتخريب حين ظهرت أفكار مساواة المرأة بالرجل وحرية المرأة ، والدعوة إلى التبرج والإختلاط وإبداء الزينه لغير الأزواج وإنكار تعدد الزوجات وقوامة الرجل في الأسره وغير ذلك كثير ، وقد تولّى كِبر هذه الدَعْوات من أبناء المسلمين رفاعة طهطاوي وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد وسلامة موسى وطه حسين وهدي شعراوي ونوال السعداوي وغيرُهم .
لقد أدّى هذا الإفساد والتخريب إلى تصدّع الناحية الإجتماعية والأُسرية ، وقلق الأسرة الإسلامية وغلبة روح التذمر والتأفف على أعضائها وكثرة المنازعات والشقاق بين أفرادها وتشتت شمل الأسرة وغياب الأمن والإستقرار عن الأسر والعائلات ، والذي يحول دون ذلك كله ويحفظ الكرامة والأعراض هي الخلافةُ التي على منهاج النبوة ، الخلافةُ التي تعاقب على الزنا وتمنع مقدماتِه من النظر المقصود والتبرج وكشفِ العورات وخُلوةِ الرجال بالنساء والإختلاطِ لغير حاجة يقرها الشرع ، والإبتعاد عن مواطن الشبهات وتحث على الزواج المبكّر ، وتأمر المرأة بلبس الجلباب والخمار في الحياة العامة وتمنع الرجال والنساء من مباشرة أيِ عمل فيه خطر على الأخلاق ، وتحاسب على قذف المُحصنات وغير ذلك مما يضمن حياة يسكن إليها الإنسان وتهدأ نفسه فيها وترتاح .

سابعا – أمن العلاقات في المجتمع
نظم الإسلام المعاملات بين الناس تنظيماً شاملاً ودقيقاً وسليماً ، وبَيّن أحكام تلك المعاملات بيانا واضحا ، يظهر ذلك في أحكام البيع والرّبا والصّرف والسَّلم والرّهن ، والصلح والحوالة والكفالة والشركة والإقرار والعارية والشفعة والمساقاة والإجارة والوقف والهبة والوصية والوديعة وغيرُ ذلك كثير مبسوط في أمهات كتب الفقه ، وهذه الأحكام كفيلة بسعادة الإنسان وتحقيق أمن المجتمع وسلامته واستقراره بضمان تطبيق ذلك بتقوى الفرد المؤمن وسلطة الدولة ومراقبتها .
عيّن أبو بكر رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينه فمكث عمر سنة لم يفتح جلسة ولم يختصم إليه اثنان فطلب من أبي بكر اعفاءه من القضاء فقال أبو بكر أمن مشقّة القضاء تطلب الإعفاء ؟ قال عمر : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين ، عرف كل واحد منهم ما لَه من حق فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب فلم يقصّر في أدائه، أحبّ كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه ، إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أصيب واسوه ، دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ففيم يختصون ؟



الإخوة الكرام
هذه حقيقة الأمن والأمان تحت حكم الإسلام ، وهكذا يكون العيش الطيب الهنيء حين يتفيأ المسلمون ظلال دولة الخلافة ، ألم يأن لنا ولكم وللمسلمين أن يستريح الجميع من عناء أحكام الكفر وضلالات البشر وسخافاتهم وينعموا بعيشة طيبة سويّة مباركه ؟ ولعل أعظم ما يُعبد به الله تعالى هو العمل الجاد الحثيث بالطريق الشرعي لإقامة الكيان السياسي الذي يُنفّذ من خلاله أحكام الله وتشريعاته وأوامرة.
الله نسأل أن يُسدد خطانا ، وأن يمدنا بروْح من عنده ، وأن يشد أزرنا بملائكته ويُخلّص المؤمنين ، وأن يكرمنا بنصر عزيز مؤزر من عنده ، وأن يمكننا من إقامة دولة الخلافة التي على منهاج النبوة ، وأن ننعم فيها ما فاتنا من صور الأمن والأمان ، بغياب سطان الإسلام ، وأن يمكننا من القضاء على أنظمة الكفر في جميع بلاد المسلمين ، فيجتمع المسلمون تحت راية الخلافة في دولة واحده ، اللهم آمين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب لله رب العالمين .

كاتبه ____ yamany
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا أمن ولا اطمئنان إلا في ظل سلطان الإسلام, مقال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~*¤ô§ô¤*~ منتديات حكايات ~*¤ô§ô¤*~ :: ::• المنتديات العامة •:: :: .::حكايات السياسة::.-
انتقل الى: