وافقوا على (ألام المسيح) ووضعوا العراقيل أمام ( حسن البنا)

يبدو أن نظرية الكيل بمكيالين لم تعد قاصرة على الولايات المتحدة الأمريكية .. بل الواضح أن هذه النظرية تنتهجها الأنظمة التى تشعر بفشلها فى خداع الرأي العام...والتى من أجل مصالحها تضع يدها فى يد الشيطان نفسه، ولو كان ذلك على حساب الأبرياء من الناس .. ولعل أزمة السلطة فى مصر من جهة نظري هى عدم إحتواء الإخوان المسلمين كأكبر جماعة دينية إسلامية فى مصر وكأهم فصيل معارض على الساحة السياسية الأن...ومازالت الحكومة تنتهج تلك اللعبة القديمة مع الإخوان وهى لعبة ( القط والفأر) حيث كلما إشتد وطأة الإخوان على الحكومة سياسيا ..لجأت إلى سياسة الإعتقالات لكوادر الإخوان والتى غالبا ما يسودها عشوائية .. وكعادة أي نظام قائم بالأساس على الكبت والقهر، يتحكم فى كل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها .. وربما قديما كانت هذه الطريقة هى العصا السحرية للسلطة لتشكيل عقول شعبها وتظهر البطل خائن ، والخائن بطل..لكن هذه العصا السحرية قد كُسرت الأن تحت الانفتاح السائد اليوم سواء عن طريق الفضائيات أو بعض جرائد المعارضة الشريفة .
وتطل علينا هذه الأيام أزمة جديدة ، وهى أزمة ظهور فيلم يتناول شخصية الإمام (حسن البنا) رحمه الله ، وقد وضح (على ابو شادي) رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية أن وجود فيلم لـ (حسن البنا) ليس موقوفا على الرقابة فقط ، مشيرا إلى ضرورة أن توافق الجهات الأمنية التى سيكون لها رأي بعد ذلك .. والسؤال الهام الأن لماذا تضع الدولة العراقيل أمام أمام خروج فيلم لـ( حسن البنا) فى الوقت الذى وافقت فيه الرقابة والدولة على عرض فيلم (ألام المسيح) فى دور العرض المصرية ، رغم أن هذا الفيلم يحمل مخالفات لعقائد المسلمين الذين يمثلون الأغلبية فى مصر والذى ينص دستورها أنها دولة إسلامية، وإذا كان من حق الأقباط أن يوجد فيلم يعبر عن عقائدهم إلا أنه يجب أن تكون عقائدهم تلك محصورة عليهم ، ولذلك كنا ننتظر أن توضع لافتة على الفيلم تقول ( للأقباط فقط) ، لأن حماية عقائد المسلمين واجب على العلماء وأولى الأمر، كما أن الدولة والرقابة قد وافقوا عن إنتاج فيلم مصرى عن ألوهية المسيح والعياذ بالله ، كل ذلك لأوضح لك أن الدولة تقف بجانب من لا يهدد مصالحها ، فخروج فيلم لـ( حسن البنا) سوف يزيد من حب الناس لجماعة الاخوان المسلمين ، بل وسيكشف عورات الأنظمة الحاكمة وهذا ما لا تريده السلطة فى مصر ، لأنها تظن ان تاريخ الإخوان ملكا لها تشوهه كما تشاء وتعبث به كما تشاء ، فيجب على السلطة الان أن تفيق من سباتها العميق وتدرك المتغيرات حولها وتعلم أن لعبة تشوية التاريخ لم تعد مجدية الأن .