الهجوم (المنتظر)على ايران

يبدو أن طيران الحرب يبدأ الآن تحريكها و تجريبها..فإني اخشى التجهيز لاندلاع نيران الحرب مرة أخرى في المنطقة..مع بدء تسخين طيرانها و أبواقها حالياً.

و أظن أن ما وراء إضافة العشرين الفاً أمريكياً مؤخراً ليس أحداث العراق الحالية بقدر ما هو استعداد لضرب ايران- و لقد تم مؤخراً قصف القنصلية الايرانية في العراق.

كما لقد صدرت مؤخراً جُملة جاءت على لسان وزير الدفاع الأمريكي الجديد و كأنّ تلك الجملة كانت "زلة لسان"..(و لا أظنها)..حينما ذكر عبارة تقول ما معناه: يمكننا ضرب ايران في العراق..دونما حاجة الى ضربها(في ايران). فيبدو أن ضرب ايران الذي لوّحت به مرة أمريكا و مرة اسرائيل.. ليسه فقط صوب المفاعل النووية، بل ليشملها و ليتعداها.

و في عبارة وزير الدفاع الجديدة الصارخة..اعتراف واضح بأن الزوبعة النوّاحة حول الموضوع النووي كانت -رغم خطورة الموضوع- زوبعة في فنجان..و أن المقصود الفعلي هو ضرب إيران.. للحد من نمو نفوذها وسلطانها في المنطقة و ما حولها.

و كما قلتُ في مقالة لي منذ حوالي ستة شهور(عن عدم توقعي انسحاب امريكا من العراق البتة)،فإن الغرض طويل المدى لأمريكا هو التحكم في منابع النفط النابض حالياً في منطقتنا في الخليج و معنا أذربيجان و ما حول بحيرة قزوين..و الناضب في امريكا و شبه المعدوم في أوربا..و معظم مناطق العالم "الحر".

ويبقى أن مصيبتنا و مصيبة الشعب الايراني أن قادته يلعبون بالنار، و ان الرئيس محمود أحمدي نجاد(محمود آل أحمدي"نجاد") -و تأتي اللفظة متأخرة..بعد الاسم و تعني في الفارسية "آل")، لن تتركه امريكا يتقافز هنا و هناك(مؤخراً قرب حوش أمريكا و قرب عقر دارها في امريكا اللاتينية)؛ و يهدد بإزالة هذه و تلك(اسرائيل)؛ و يعقد مؤتمرات مثل الهولوكوست"..لتحك وجه و خشم أمريكا و أوربا و أنصار اسرائيل و هُم كثر؛ كما يساهم الرئيس"آل أحمدي"، كلما سنحت الفرصة، في رفع اسعار النفط؛ و يكرر العزم ليس فقط على المضي في النشاطات النووية بل على التوسع فيها، مما سبب خوفاً و ردَّ فعلِ حاسم و حازم (مثلا في شكل قرار مجلس الأمن الذي صدر بإجماع الإجماع و الذي لا شك سيستفاد منه حال حلول فترة قرع طيران الحرب المباشر)

فهل يعتقد أحد بأن ذلك التقافز -مع حك الأنوف في الحضيض- سيستمر لأجل غير مسمي، فقط لانشغال امريكا الموحل حالياً في العراق و في افغانستان؟.

بل هل يتوقع احد أن ستنسى أو تتناسى أمريكا اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في 1979-بمباركة السلطة- من قبل شبيبة إيرانية كان ضمنهم الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد؛وهل ستغفر امريكا احتجاز منسوبي السفارة الأمريكية و قتها و كان تعداد المحتجزين 59..سُموا وقتها "رهائن"،و دام الاحتجاز لمدة 444يوماً، و ساهم ذلك الاحتجاز في شل رئاسة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر و أدى الى خسارته الانتخاب لصالح الرئيس رونالد ريغان،و اهينت امريكا وقتها(مثل إهانتها قبلها بحوالي5 سنوات ..وقت انسحابها على عجل في اول هزيمة لها في فيتنام).

و كما كان في حربيْ الخليج الأولى و الثانية (الأولى: حرب صدام ضد ايران لمدة 8 سنوات عجاف؛ و الثانية في حربه ضد الكويت و غزوها)، فإن الضحية الحقيقية و طويلة المدى هي نحن الشعوب..و سنعاني اقتصادياً و صحيا(اشعاعياً++) و بيئياً و نفسيا لسنين و سنين.

و لن تكون آثار الهجوم على ايران مقتصرة عليها.. بل سيعم الهم و الغم و الحريق جميع جيرانها..من قريب من بعيد..فننجرف و نـُجرف مرة أخرى- الى مغامرات و لعبات أممية فوق طاقتنا لا ينوبنا منها الا بلاءُها، و هي معركة خارجة عن مصالحنا قريبة المدى و بعيدها.

و كالعادة "يحفرها الثيران و يقع فيها الأبرياء الغزلان".