وا هوْلِِ نفسى مما يُدمى أعيننـــــا ويُؤْسى انفسنا وا هوْل نفســـــاه
تجرى دموعى على لبنان فى ألــم وا حزْن نفسى على طفل فقدناه
احْدى يديه تكفكفُ ثوب والــــــده ويحمل الحلوى نشْوانا بأُخْــراه
يقفُو أباه وعينُ العطف ترقبـــُــــهُ تغْشى البراءةُ أطيافا محيـــــّــاه
أبناؤنا غرْس أيدينا وأنفسنـــــــــا من صافىَ الحُبِّ أطوارا سقيناه
لم يهْدأ الحال الاّ أمْطرتْ حِممـــاً قذائف البغْى فوق الطفل تصْلاه
فظل يعْدو من الذعْر بلا هـــــدفٍ وصاح فى هلعٍ أمّاه أمــــــّــــــاه
ماذا تبقّى على الأرض لنجْدتـــــهِ منْ يستجيب لشكواه ونجـــــواه
فالوالد انفطرتْ بالقصْف جُثّتـَــــه منزوعة اللّحم مُلْقىً فاغراً فاه
والأم قد سُبيتْ فى غارةٍ علنـــــــاً دعْواها فى أُذنى اِبناه ابنــــــــاه
أين العشيرة مرعاه ومحْضنـَـــه ؟ أين الأقارب بلْ أين سكْنـــــــاه
هل للعروبة أن تُمْدِدْ سواعدهـــا ؟ وهل لمشْلولَ أن تسْعفْهُ رجلاه؟
نبكى ويبكى على الأسلام وآ أسفـــــا فى كل ناحيةٍ قُصّتْ جناحـــاه
لو أن معتصماً حيّا لأهملـــنــــــى ؟ أو قال فى خجلٍ لوْلا ولولاه؟
أو جاء مبتسما فى مظهرٍ حَســـــــــن وقال مفتخرا القصْف دِنـــّــــاه
لا..لا..سيشْعِلُها من تحتهم لهبـَــــــــا يَقُضّ مضْجَعهم فالظلم يأْبــــاه
فعاد يجْأرُ بالشكوى وينْتحــِــــــــــبُ تكاد من كَمَدٍ تبيَضُّ عينــــــــاه
من للآراملَ لا مأوى ولا سكـــــــنٍ ؟ و من لآيتامَ محرومين قدْ تاهـو؟
من يرفعِ الظلم عن قومى وينصُرهم؟ الا المهيمن ذاك الواحــــدُ اللـهُ
انا نَمُدَُّ حبال الصبر فى جَلــــَـــــــــدٍ حتى اذا جأَر الشاكى أجبْنـــــاه
قد كان فرعون قبْلاً ظالما بَطِـــــــراً فكان فى الحين فى عز قَصَمْناه
وليعلم الناسُ أن الله سيِّدَهــــــــــــــم وأنَّ للطفل ربّاً حاشا ينْســاه؟